للصمت لغة

**Admin** الإثنين أغسطس 02, 2010 4:28 pm

للصمت لغة اقوى
في الحياة غاب صوتي و أصبح الصمت لغتي
...عندما يسود الصمت وينقطع الصوت و لا يبقى لك من الحياة إلا أنت ..
عندما تنبري الآهات تلو الآهات ...و تندفع الآلام و الدمعات ...
و تغدقك الدنيا بأبشع الملمات و الأزمات ...و نصيبك منها الآم و أهات و أوهام .
عندما تتسلل السعادة من قلبك و يتسلسل الفرح من بين كفيك كقطرات الماء العذب ..تجوس ببصرك و تحوم ببدنك و تجول بقلبك و عقلك ...أي قلب تشكي و أي أذن تسمع لما تشكي ... تعاود الكرة مرة و مرة تبحث عمن يسمعك إذا شكيت ...و يواسيك إذا حزنت ...و ينتشلك من براثين الحزن و الألم ..

ماهي الحياة ؟؟؟
هل هي ...مد و جزر ...اخذ و عطاء ...آمال و آلام ...حقيقة و خيال ...
أم هي مقايضة للأبد ..
أحكمت إمساك راسي و أنا اضغط عليه بكل قوتي ...انه يكاد ينفجر كلما طرحت عليه هذا اللغز الصعب ماهي الحياة ؟
.................................................. ................................
الليلة أخر الشهر ... و الهلال كمقبض نصليه يعتصر طوايا القلب ...و النبض أصبح ألما و الفرح غدا حلما .
الليلة سقطت دموعي مثل أوراق الخريف في سلسلة أبت أن تنتهي ...
الليلة عادت بي الذاكرة إلى ستة أشهر مضت
تلقيت فيها أعظم صفعة وجهتها لي الحياة ...صفعة طاش بها عقلي ..و هوى بها قلبي ساقطا بين قدماي ...لم تكن صفعة فحسب بل كانت ألف طعنة و طعنة و طعنة .
بيد أن الفرق بين الأيام الماضية و هذا اليوم أنني أدركت معنى ان يكون قلبك حائطا ترتص في جنباته مسامير الحياة ..
.................................................. .................................
تمر الأيام و تسير قافلة الحياة لتثبت لنا بان الحياة تمضي غير عابئة بجراحنا .. و أنها لا محالة ترغمنا على مواجهة أقدارنا بحلوها و مرها ... بأحزانها و أتراحها و أفراحها ... أنحو براسي لأجد عيون من حولي و تساؤلات شتى و فيهما ألف سؤال و سؤال عن سر تلك البسمة الغائبة و الملامح الباردة و الصمت البغيض الذي يلف عالمي ...
و لكنني قررت ان لا اتركهم في داوامة أفكارهم طويلا ...و قررت ان اكشف السر و اعلن عن المتسبب ليسدل الستار على هذة القضية و تكشف الأوراق و تنتهي اللعبة ... قررت ان أجيب على تساؤلات أعينهم حتى لو لم تسألني أفواههم ...
قررت أن اخبر الجميع عن سر ذبولي و شحوبي و عن غشاوة الدمع الذي تكتسي عيني و عن سر الصمت الذي يجتاحني ...
. ..أحبتي جرحي لا يزال ينزف على الرغم من مرور ستة أشهر على اعتقال فرحتي... و فقدت الحياة بريقها في ناظري و ارتدت ثوب الحداد .... عذرا فلم يعد لي لغة ابلغ من الصمت في حروفها الباردة أجد نفسي الضائعة و في جملها تستكين نفسي و تهدا .... عذرا فلا أظن أنني سأعود كما كنت و كما تحبون ...عذرا فطعم الخديعة لا يزال عالقا بلساني لم يندمل و لن ينتهي ...قررت ان اتخذ الصمت لغتي حتى تجود علي الحياة و تخبرني من هي ؟ فهل عساها ترحمني و تفعل ؟؟؟؟؟؟؟